اقتراب حل نزاع الصحراء المغربية: المغرب يعزز موقعه الدبلوماسي وسط دعم دولي متصاعد

بِسْــــــــــــــــمِ اﷲِالرَّحْمَنِ الرَّحِيم

اقتراب حل نزاع الصحراء المغربية: المغرب يعزز موقعه الدبلوماسي وسط دعم دولي متصاعد
اقتراب حل نزاع الصحراء المغربية

اقتراب حل نزاع الصحراء المغربية: المغرب يعزز موقعه الدبلوماسي وسط دعم دولي متصاعد

أكد معهد “كورديناداس” للحكامة والاقتصاد التطبيقي، في تحليل حديث نُشر بتاريخ 11 يونيو 2025، أن نزاع الصحراء المغربية يقترب من تسوية نهائية، مدعوماً بتحولات جيوسياسية دولية وتعزيز المغرب لمكانته كقوة إقليمية رائدة. ويأتي هذا التقييم في ظل ديناميكيات جديدة، حيث يواصل المغرب تعزيز موقفه الدبلوماسي والاقتصادي، مما يعزز من مصداقية مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل واقعي وعملي للنزاع.

عودة الزخم الأمريكي ودعم مبادرة الحكم الذاتي

أشار التقرير إلى أن عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في بداية 2025 أعادت إحياء الاعتراف الأمريكي التاريخي بمغربية الصحراء، الذي أُعلن عنه في ديسمبر 2020 خلال ولايته الأولى. هذا الاعتراف، الذي شكل نقطة تحول في مسار النزاع، يتم تعزيزه الآن بجهود إدارة ترامب لدفع تسوية سياسية دائمة تستند إلى مبادرة الحكم الذاتي.

تعتبر هذه المبادرة، التي اقترحها المغرب في 2007، الحل الأكثر واقعية وشمولية، حيث تمنح سكان الصحراء سلطات واسعة في إدارة شؤونهم المحلية تحت السيادة المغربية، مع ضمان الاستقرار والتنمية الاقتصادية.

وأوضح التقرير أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً متزايدة على الجزائر للانخراط بجدية في المسار السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدة. وتشمل هذه الضغوط تهديدات بتقليص أو إنهاء تمويل بعثة “المينورسو”، التي تأسست في 1991 للإشراف على وقف إطلاق النار وتنظيم استفتاء لم يتحقق. كما أن هناك إشارات واضحة من واشنطن إلى أن استمرار دعم جبهة “البوليساريو” أصبح غير مجدٍ، بل قد يعرض هذا الكيان لتصنيف محتمل كمنظمة إرهابية أجنبية، وفقاً لمعايير قانونية أمريكية صارمة، خاصة في ظل تقارير عن علاقاتها بجماعات مسلحة في منطقة الساحل.

المغرب: قوة دبلوماسية وتنموية

لم يقتصر تقدم المغرب في ملف الصحراء على الدعم الأمريكي، بل شمل أيضاً تأييداً دولياً متزايداً. فقد أعربت دول أوروبية بارزة مثل فرنسا وإسبانيا عن دعمها الصريح لمبادرة الحكم الذاتي، معتبرة إياها “الأساس الأكثر جدية” لحل النزاع. وفي إفريقيا، فتح أكثر من 20 دولة قنصليات في مدينتي العيون والداخلة، في خطوة تعكس الاعتراف الواسع بمغربية الصحراء وثقة المجتمع الدولي في استقرار المنطقة تحت الإدارة المغربية.

اقتصادياً، يواصل المغرب استثماراته الضخمة في الأقاليم الجنوبية، حيث أطلق مشاريع تنموية كبرى، مثل ميناء الداخلة الأطلسي، ومشاريع الطاقة المتجددة، والبنية التحتية الحديثة. هذه المشاريع لا تعزز جودة الحياة لسكان الصحراء فحسب، بل تجعل المنطقة مركزاً اقتصادياً إقليمياً يجذب الاستثمارات الدولية، مما يعزز من شرعية الموقف المغربي.

تحديات الجزائر وتراجع نفوذ البوليساريو

في المقابل، تواجه الجزائر، الداعم الرئيسي لجبهة “البوليساريو”، تحديات متزايدة. فقد أدى الدعم المتواصل للجبهة إلى عزلتها دبلوماسياً، خاصة مع تراجع عدد الدول التي تعترف بـ”الجمهورية الصحراوية” المزعومة إلى أقل من 30 دولة، معظمها لا تملك ثقلاً دولياً كبيراً. كما أن الأزمات الداخلية في الجزائر، بما في ذلك التحديات الاقتصادية والسياسية، تحد من قدرتها على الاستمرار في تمويل ودعم هذا الكيان.

من جهة أخرى، تواجه “البوليساريو” أزمة مصداقية داخلية وخارجية، حيث تتزايد الانتقادات لقيادتها بسبب سوء إدارة مخيمات تندوف وسوء الأوضاع الإنسانية فيها. تقارير دولية، بما في ذلك تلك الصادرة عن منظمات حقوقية، أشارت إلى انتهاكات جسيمة في المخيمات، مما يزيد من الضغوط على الجزائر لإعادة تقييم موقفها.

آفاق المستقبل: نحو حل نهائي

之前的 يشير تحليل معهد “كورديناداس” إلى أن السنوات القليلة المقبلة ستكون حاسمة في حسم نزاع الصحراء. فمع تصاعد الدعم الدولي للمغرب، وتزايد الضغوط على الجزائر، يبدو أن مبادرة الحكم الذاتي تكتسب زخماً كبيراً كالحل الأمثل الذي يحظى بقبول واسع. وفي هذا السياق، يواصل المغرب تعزيز حضوره الدبلوماسي من خلال شراكات استراتيجية مع دول الخليج، الاتحاد الأوروبي، وإفريقيا، مما يجعله لاعباً أساسياً في استقرار المنطقة.

في الختام، يبدو أن نزاع الصحراء المغربية يقترب من نهايته، مع تعزيز المغرب لموقعه كقوة دبلوماسية واقتصادية، وتأكيد المجتمع الدولي على أن مبادرة الحكم الذاتي هي السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة. ومع استمرار التحولات الجيوسياسية، يظل المغرب في صدارة المشهد، رافعاً شعار الوحدة الترابية والتنمية المستدامة.

اشترك في قناتنا على اليوتيوب ❤ × +
ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَٰلَمِين

إرسال تعليق

أحدث أقدم

Follow Us