خطة إبليس: إسرائيل في قلب طهران.. حرب داخل إيران
في صبيحة الثالث عشر من يونيو 2025، استيقظ العالم على أنباء صادمة: إسرائيل تنفذ ضربات جريئة ودقيقة داخل العمق الإيراني، مستهدفة مواقع حساسة وشخصيات بارزة في قلب طهران. لكن ما أثار الدهشة لم يكن الضربات بحد ذاتها، بل كيفية تنفيذها. فقد كشفت تقارير لاحقة عن تفاصيل مذهلة تُظهر مدى اختراق إسرائيل للداخل الإيراني، حيث لم تكتفِ بالهجمات الجوية التقليدية، بل نفذت عمليات معقدة بمساعدة الموساد، مستخدمةً طائرات مسيرة أُطلقت من داخل إيران نفسها، بل وأنشأت قواعد ومصانع للمسيرات في عقر دار العدو. في هذا المقال، نروي تفاصيل هذه العملية التي وُصفت بـ"خطة إبليس"، والتي جمعت بين الدهاء الاستخباراتي والجرأة العسكرية.
الفصل الأول: الموساد في قلب طهران
عملية بهذا الحجم لا تُنفذ بين ليلة وضحاها. فقد بدأت التحضيرات قبل أشهر، وربما سنوات، بقيادة جهاز الموساد الإسرائيلي، الذي اشتهر بقدرته على التسلل والتخطيط المحكم. استغل الموساد حالة السخط الشعبي داخل إيران ضد النظام، حيث تجند العديد من الأفراد الناقمين على حكم المرشد الأعلى علي خامنئي والملالي. هذا السخط شكّل أرضية خصبة لتجنيد العملاء، الذين لعبوا دورًا حاسمًا في تمهيد الطريق للعملية.
على غرار العملية التي استهدفت حزب الله في لبنان، اعتمد الموساد على خطة دقيقة لاختراق النظام الإيراني. لم يكتفِ العملاء بالتجسس، بل ساعدوا في إنشاء بنية تحتية سرية داخل إيران، شملت قواعد لإطلاق الطائرات المسيرة ومصنعًا لتجميعها بالقرب من طهران. هذه الخطوة، التي وُصفت بـ"الجنون الاستراتيجي"، مكّنت إسرائيل من تنفيذ ضربات دقيقة دون الحاجة إلى اختراق المجال الجوي الإيراني بطائرات حربية.
الفصل الثاني: الضربة المفاجئة
في صباح الثالث عشر من يونيو 2025، هزت سلسلة من الانفجارات مواقع حساسة في إيران، استهدفت قادة كبار في الحرس الثوري، الجيش الإيراني، وحتى المقربين من المرشد الأعلى. في البداية، ساد الاعتقاد أن الضربات نُفذت بواسطة أسراب من طائرات "إف-35" الإسرائيلية، التي عُرفت بقدرتها على اختراق الدفاعات الجوية. لكن الحقيقة كانت أكثر تعقيدًا.
كشفت تقارير لاحقة، من بينها ما نشرته صحيفة نيويورك بوست، أن إسرائيل استخدمت طائرات مسيرة أُطلقت من داخل إيران نفسها. هذه المسيرات لم تُنقل من الخارج، بل جُمعت وأُطلقت من قاعدة سرية أقامتها إسرائيل بالقرب من العاصمة طهران. استهدفت هذه المسيرات دفاعات جوية محيطة بالعاصمة، قواعد إطلاق صواريخ "أرجو" الباليستية، ومنشآت عسكرية حساسة أخرى. بل إن عناصر الموساد تسللوا إلى مواقع الصواريخ ودمروها يدويًا، في عملية مزدوجة جمعت بين التدمير المباشر والضربات الجوية.
الفصل الثالث: خدعة الاجتماع السري
من أبرز غرائب هذه العملية ما كشفته نيويورك بوست عن خدعة استخباراتية نفذها الموساد. فقد تم استدراج عدد من كبار قادة الحرس الثوري، بمن فيهم الجنرال أمير علي حاجي زادة، قائد القوة الجوفضائية، إلى اجتماع سري في مركز قيادة محصن تحت الأرض قرب طهران. تسربت معلومات مضللة إلى القادة الإيرانيين، تفيد بوجود تهديد أمني طارئ أو وصول وفد أجنبي مهم، مما استدعى عقد الاجتماع.
بمجرد دخول القادة إلى الموقع، نفذت طائرات مسيرة أو ذخائر دقيقة موجهة ضربة خاطفة، أودت بحياتهم خلال ثوانٍ. لم تكتفِ إسرائيل بتحديد الموقع، بل أكدت عناصرها على الأرض هوية الحاضرين، وضمنت دخولهم جميعًا إلى غرفة العمليات قبل الضربة. هذه العملية، التي وُصفت بـ"الاستهداف الرأسي"، شلت القيادة العليا للحرس الثوري، مما أحدث فوضى داخلية وذهولاً في الأوساط الأمنية الإيرانية.
الفصل الرابع: عملية الأسد الصاعد
أطلقت إسرائيل على هذه العملية اسم "الأسد الصاعد"، واستهدفت خلالها أكثر من 100 موقع داخل إيران، بما في ذلك:
- منشآت نووية في نطنز وفوردو.
- مراكز اتصالات وقواعد جوية في أصفهان وتبريز.
- بطاريات دفاع جوي وصواريخ أرض-جو.
- مواقع إطلاق صواريخ باليستية.
لم تكن الضربات عشوائية، بل استهدفت شل البنية التحتية العسكرية والنووية الإيرانية، مع التركيز على تصفية القيادات العليا لخلق فراغ في القيادة والسيطرة. تشابهت هذه الاستراتيجية مع العمليات الأوكرانية ضد روسيا، حيث نُقلت مسيرات إلى العمق الروسي لضرب مطارات عسكرية، في خطة قيل إنها وُضعت بالتعاون مع جنرالات أمريكيين.
الفصل الخامس: تداعيات الضربة
أحدثت العملية حالة من الصدمة داخل إيران وخارجها. فقد كشفت عن مدى هشاشة الأمن الإيراني أمام اختراقات الموساد، الذي بدا وكأنه "يسرح ويمرح" في العمق الإيراني. أثارت هذه الضربة تساؤلات مقلقة في أوساط الحرس الثوري والجيش الإيراني: كيف استطاعت إسرائيل بناء قاعدة ومصنع داخل إيران؟ وكيف تحرك عملاؤها بحرية لتنفيذ عمليات معقدة؟
أما على الصعيد الدولي، فقد أثارت العملية إعجابًا وذهولاً بقدرات الموساد الاستخباراتية، لكنها أثارت أيضًا مخاوف من تصعيد إقليمي قد يجر المنطقة إلى صراع أوسع. فقد أظهرت إسرائيل قدرتها على ضرب إيران من الداخل، مما يضع النظام الإيراني في موقف حرج أمام شعبه وحلفائه.
الخاتمة
"خطة إبليس"، كما وُصفت، لم تكن مجرد عملية عسكرية، بل مزيجًا من الدهاء الاستخباراتي، التخطيط المحكم، والجرأة غير المسبوقة. استطاعت إسرائيل، عبر الموساد، اختراق العمق الإيراني، بناء بنية تحتية سرية، وتنفيذ ضربات دقيقة شلت قيادات إيران العسكرية وأمنت مواقع حساسة. لكن السؤال الأكبر يبقى: إلى متى سيظل الموساد يتحرك بحرية داخل إيران؟ وما الذي يخبئه المستقبل لهذا الصراع الخفي؟