المغرب يعزز دفاعاته بمركبات M-ATV المتطورة ورؤية استراتيجية

بِسْــــــــــــــــمِ اﷲِالرَّحْمَنِ الرَّحِيم

المغرب يعزز دفاعاته بمركبات M-ATV المتطورة ورؤية استراتيجية
المغرب يعزز دفاعاته بمركبات M-ATV

المغرب يعزز دفاعاته بمركبات M-ATV المتطورة ورؤية استراتيجية

يُعزز المغرب قدراته الدفاعية باستمرار، وهي خطوة استراتيجية أكدتها التطورات الإقليمية الأخيرة. ومن أبرز الأحداث تسليمُ مركبات مدرعة مقاومة للألغام والكمائن (M-ATV) إلى ميناء الدار البيضاء، في إشارة إلى خطة المملكة الشاملة لتحديث قواتها البرية جوًا وبحرًا وبرًا.

وصول M-ATV: تعزيز القدرات الأرضية

أثار وصول هذه المركبات المدرعة الأمريكية الصنع، والتي صُوِّرت في فيديو انتشر على نطاق واسع، اهتمامًا عامًا كبيرًا بقدراتها وأهميتها. تُصنِّع شركة أوشكوش الأمريكية الشهيرة مركبة M-ATV، وهي مركبة متعددة الأغراض مصممة لعمليات ميدانية متنوعة. تشمل وظائفها القيادة والتحكم، ونقل الجنود والأسلحة، وحتى العمل كسيارة إسعاف.

تتضمن الميزات الرئيسية التي تجعل من M-ATV أصلًا حيويًا ما يلي:

  • كفاءة مثبتة: تسلط التقارير العسكرية الضوء على فعاليتها القتالية وقدرتها على تلبية متطلبات الجيش في بيئات متنوعة.
  • القدرة على العمل في جميع التضاريس: يمكنها العمل بشكل فعال في جميع التضاريس، مما يجعلها مناسبة للحرب التقليدية وغير التقليدية.
  • المميزات المتقدمة: مجهزة بأنظمة اتصالات متطورة وأجهزة كمبيوتر وقدرات استخباراتية.
  • حماية الطاقم: من أهم ميزاتها تصميمها لحماية أرواح الطاقم، بمقاعدها الممتصة للصدمات التي تحمي الجنود من المخاطر الخارجية. هذا يجعلها خيارًا مثاليًا للجيش المغربي، إذ توفر قدرات استجابة قوية في ظروف القتال الصعبة، وتعزز جاهزية قواته البرية.

الاستراتيجية العسكرية المتطورة للمغرب والديناميكيات الإقليمية

بحسب الخبير العسكري والأمني محمد شاكر، فإن اقتناء هذه الأسلحة المتطورة من الولايات المتحدة يُبرز مكانة المغرب كشريك موثوق. تعتمد الاستراتيجية العسكرية المغربية بشكل كبير على قواتها البرية، التي تتمتع بتاريخ طويل من جهود التحديث التي تشمل المركبات المدرعة والمدفعية الدفاعية وغيرها.

  • السياق الجيوسياسي: يُحتم الموقع الجغرافي للمغرب، وخاصةً توتراته التاريخية مع الجزائر (التي تعود إلى حرب الرمال عام ١٩٦٣)، التركيز الدائم على الدفاع. هذا الواقع الجيوسياسي يدفع المغرب إلى التركيز على تحديث مدفعيته العسكرية وتنويع مصادر توريد الأسلحة، بما في ذلك تركيا والولايات المتحدة.
  • الاستحواذ بعد المناورة: لقد حدث الاستحواذ على مركبة M-ATV بشكل ملحوظ بعد انتهاء مناورات الأسد الأفريقي مباشرة، مما يؤكد توقيته الاستراتيجي.
  • ملاءمة التضاريس: نظراً للتضاريس الوعرة والصحراوية في كثير من الأحيان حيث قد تحدث صراعات محتملة، فإن الجيش المغربي يعطي الأولوية للمركبات المدرعة مثل M-ATV، المعروفة بمزاياها القتالية ومقاومتها للكمائن.
  • سباق استراتيجي: كما يقول المثل العسكري، "لتجنب الحرب، لا بد من التجهيز أو الاستعداد". يرتبط سباق التسلح المغربي الحالي في المقام الأول بالتهديدات المتصورة من الشرق، لا سيما في ظل الصراع المستمر منذ عقود واستضافة الجزائر لجبهة البوليساريو. وهذا ما يدفع المغرب إلى تعزيز جميع جوانب قواته - البرية والجوية والبحرية - لتكون على أهبة الاستعداد لأي طارئ عسكري.

إنشاء صناعة دفاعية محلية

بالتوازي مع عمليات الاستحواذ، زاد المغرب إنفاقه العسكري بشكل ملحوظ، ويعمل بنشاط على تطوير قاعدة صناعية مهمة. ويشير شاكر إلى أن المغرب قد أطلق صناعة دفاعية محلية، ويتجلى ذلك في:

  • الإطار القانوني: بلورة ترسانة قانونية تشجع الاستثمار في قطاع الدفاع.
  • العقود الدولية: التعاقد مع شركات مختلفة، بما في ذلك الشركات الهندية والإسرائيلية، لتعزيز هذه الصناعة.
  • الضرورة الاستراتيجية: تنظر المغرب إلى صناعة الدفاع المحلية باعتبارها ضرورة لأي قوة إقليمية، وتقارن ذلك بدول مثل مصر.
  • المناطق الصناعية: تم إعداد منطقتين صناعيتين مخصصتين لتسهيل هذا النوع من التصنيع.
  • الاهتمام بالشراكة الأجنبية: أعربت الشركات الأجنبية عن اهتمامها بالمشاركة، وخاصة في تصنيع الطائرات بدون طيار - والتي تعتبر حاسمة في الحرب الحديثة - وكذلك المركبات العسكرية والمعدات الأخرى.

تهدف الخطوات الأولى للمغرب في هذا الاتجاه إلى تلبية احتياجاته العسكرية، وربما تصدير هذه الأسلحة إلى دول أخرى، لا سيما في أفريقيا، في المستقبل المنظور. وتعمل المملكة على تنويع شركائها الأجانب عبر دول مختلفة - بما في ذلك الهند، والدول الأوروبية والآسيوية، وكوريا الجنوبية - لتأمين المعدات والأسلحة اللازمة لقواتها المسلحة. ويشير هذا النهج الشامل إلى التزام المغرب بالاعتماد على الذات والقوة الاستراتيجية في ظل بيئة إقليمية ديناميكية.

اشترك في قناتنا على اليوتيوب ❤ × +
ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَٰلَمِين

إرسال تعليق

أحدث أقدم

Follow Us