مهرجان "كان" يرفع شعار الاحتشام ويضع المهرجانات العربية في موقف حرج
في سابقة تُعد تحولاً لافتًا في مسار المهرجانات السينمائية العالمية، أعلن مهرجان كان السينمائي الدولي عن اعتماد سياسة جديدة وصارمة تتعلق بالمظهر العام للمشاركين فوق سجادته الحمراء، وذلك قبيل انطلاق نسخته الـ78 يوم 13 ماي 2025.
وبنبرة حازمة، أكدت إدارة المهرجان في بيان رسمي أن البساط الأحمر هذا العام لن يكون ساحة لعرض الأجساد والملابس الجريئة، بل منصة تليق بحرمة الفن السابع وقيم الجمال الرفيع. وجاء في البيان: "هنا تُكرّم السينما... لا مكان للعري أو الفوضى البصرية!"
قواعد صارمة... لا مكان للتعري أو الابتذال
أبرز ما حملته التعليمات التنظيمية الجديدة هو منع الأزياء الكاشفة أو تلك التي تُروّج للتعري بشكل مباشر أو مبطن، بالإضافة إلى حظر الفساتين الشفافة، والـ"تيول" المفرط في الطول، وحتى الحقائب الكبيرة وحقائب الظهر التي تُعتبر غير ملائمة لممرات القاعات.
كما شملت التحديثات الصارمة منع الأحذية الرياضية تمامًا، بغض النظر عن سعرها أو اسم مرتديها، في رسالة واضحة بأن الفخامة لا تتجزأ، وأن البساطة غير المرغوب فيها لا مكان لها في هذا المحفل العالمي.
الأناقة الإلزامية... لا تساهل مع الذوق العام
لحضور العروض الرسمية في قاعة "Grand Théâtre Lumière"، سيكون ارتداء الأزياء الرسمية الفاخرة إلزاميًا؛ من الفساتين الطويلة المحتشمة للسيدات، إلى البدلات الكلاسيكية وبدلات "التوكسيدو" للرجال، مع "البو تاي" كقطعة لا غنى عنها في إطلالة الرجل.
لم يعد الالتزام بهذه القواعد مجرد توصية، بل بات شرطًا قانونيًا لدخول الفعاليات، حيث ستمتلك فرق الاستقبال الحق الكامل في رفض دخول أي شخص لا يطابق المعايير، سواء أكان يرتدي فستانًا مكشوفًا أو حذاءً غير مناسب.
رسالة إلى العالم... ومأزق للمهرجانات العربية
عبر هذه الخطوة الجريئة، يسعى مهرجان كان إلى استعادة مكانته كرمز للفن الراقي وليس مجرد منصة لعروض الأزياء المثيرة. خطوة قد تُربك حسابات منظمي المهرجانات في العالم العربي، حيث باتت مشاهد التعري والاستعراض المفرط علامة بارزة على سجادتها الحمراء، ما يضعهم أمام تساؤلات محرجة حول أولوياتهم الثقافية والفنية.
وبينما يُعيد "كان" رسم خطوط الذوق الرفيع، يبدو أن بعض نظرائه في المنطقة لا يزالون عالقين في سباق الاستعراض، بعيدًا عن جوهر السينما ورسالتها الإنسانية والفكرية.
![]() |
مهرجان كان |